ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية توظيف التكنولوجيا في تعليمهم

اولاً تعريف ذوي الاحتياجات الخاصة

يُستخدم مصطلح الاحتياجات الخاصة في التشخيص السريري والتطور الوظيفي لوصف الأفراد الذين يحتاجون إلى مساعدة بسبب إعاقة، والتي قد تكون طبية أو عقلية أو نفسية. وهو مصطلح واسع يشمل أي من الصعوبات المختلفة

اقرا المزيد من خلال موقع الطبي

ثانيا ًانواع ذوي الاحتياجات الخاصة

هناك نوعين من ذوي الاحتياجات الخاصة وهما:

  •  ذوي الاحتياجات خاصة من الاطفال
  •  ذوي الاحتياجات خاصة من المسنين

ذوي الاحتياجات الخاصة من الاطفال

هناك ستة أنواع رئيسية من الاحتياجات الخاصة المتعلقة بالأطفال:

  • الإعاقات الجسدية: مثل الشلل الدماغي أو فقدان الأطراف.
  • الإعاقات الحسية: ضعف السمع أو البصر.
  • الإعاقات الذهنية: مثل متلازمة داون أو الإعاقة الذهنية العامة.
  • اضطرابات التعلم: مثل عسر القراءة  أو صعوبات الكتابة والحساب.
  • اضطرابات النمو العصبي: مثل التوحد أو فرط الحركة وتشتت الانتباه .
  • اضطرابات عاطفية وسلوكية: مثل القلق أو الاكتئاب

اليك صورة توضح تصنيف ذوي الاحتياجات الخاضة من الاطفال.


الاحتياجات الخاصة الجسدية

قد يعاني الأطفال من إعاقات جسدية تنشأ عن حالات مثل التشوهات الخلقية، الصرع، أو شلل الحبل الشوكي و/ أو استسقاء الرأس، أو ضمور العضلات، أو الشلل الدماغي، أو العظام الهشة، أو الناعور، أو التليف الكيسي، من المهم الإشارة إلى أنه لا يوجد ارتباط مباشر ضروري بين درجة الإعاقة الجسدية وعدم القدرة على التأقلم مع محيط الطفل بغض النظر عن العناصر التي تنطوي على النشاط البدني، قد يكون لدى الاطفال ذوي الإعاقة الجسدية الشديدة احتياجات تعليمية خاصة قليلة، في حين أن ذوي الإعاقة الجسدية قد يكون لديهم احتياجات تعليمية خطيرة، يمكن أن يكون الوصول المادي مصدر قلق كبير للطلاب الذين يعانون من إعاقات جسدية، مثل أولئك الذين يستخدمون الكراسي المتحركة، المشابك، العكازات، المسامير، العصي، الأطراف الصناعية، أو أولئك الذين يعانون من التعب بسهولة قد يواجهون صعوبة في التنقل من مكان إلى آخر.

الاحتياجات الخاصة النَمَائِيّة (المتعلقة بالتطور)

الإعاقة النمائية هي مجموعة متنوعة من الحالات المزمنة التي تعزى إلى العاهات العقلية أو الجسدية التي تنشأ قبل البلوغ، تؤدي الإعاقات النمائية إلى العديد من الصعوبات في مجالات معينة من الحياة، وخاصة في "اللغة، والتنقل، والتعلم، والمساعدة الذاتية، والحياة المستقلة"، يمكن الكشف عن الإعاقات النمائية في وقت مبكر، وتستمر على مدار عمر الفرد، يُشار أحيانًا إلى الإعاقة التطورية التي تؤثر على جميع مجالات نمو الطفل على أنها تأخير في النمو العام، تشمل متلازمة داون التنموية، التوحد، صعوبات التعلم والقراءة، يعاني الشخص المصاب بصعوبات التعلم من انقطاع دائم في العمليات الأساسية التي تتمحور حول الدماغ، والتي تؤثر على الاستماع والتفكير والتحدث والقراءة والكتابة والهجاء وأحيانًا حسابها.

الاحتياجات الخاصة السلوكية/ العاطفية

تشير الاضطرابات العاطفية والسلوكية، التي يطلق عليها أحيانًا الاضطراب العاطفي أو الاضطراب العاطفي الشديد، إلى تصنيف الإعاقة المستخدم في الأوساط التعليمية التي تسمح للمؤسسات التعليمية بتوفير التعليم الخاص والخدمات ذات الصلة للأطفال الذين يعانون من ضعف اجتماعي أو أكاديمي لا يمكن تفسيره بشكل واضح بسبب تشوهات بيولوجية أو إعاقة تنموية.
تشمل على سبيل المثال: اضطراب ثنائي القطبية، اضطراب التحدي.

الاحتياجات الخاصة الذهنية

الإعاقة الذهنية هي حالة تتسم بوجود قيود كبيرة في الأداء الفكري والمهارات التكيفية، التي تشمل المهارات الاجتماعية والعملية والحياتية. غالبًا ما تظهر هذه الحالة قبل سن الـ18، وتؤثر على قدرة الفرد على التعلم، والتواصل، ورعاية النفس، والتفاعل مع الآخرين.

تصنيفات الإعاقة الذهنية

تعتمد التصنيفات عادةً على شدة الإعاقة وتأثيرها على الحياة اليومية:

  • خفيفة: يستطيع الأفراد التعلم والتكيف مع بعض الدعم.
  • متوسطة: يحتاج الأفراد إلى مساعدة منتظمة في الحياة اليومية.
  • شديدة: يحتاج الأفراد إلى دعم مكثف في معظم جوانب الحياة.
  • عميقة: يتطلب الأفراد رعاية مستمرة ومراقبة دائمة.

الاحتياجات الخاصة الحسية

يشمل المكفوفين، ضعاف البصر، صم، ضعاف السمع.

السمع

يمكن للطفل أن يصاب بفقدان السمع لعدة أسباب، تتراوح بين المرض المبكر في مرحلة الطفولة، والصعوبات أثناء الولادة، والتفاعلات الناتجة عن الأدوية السامة، مع ذلك، في مجال التعليم، يكون سبب الخسارة غير ذي صلة؛ لأنه لا يحدث فرقًا كبيرًا في كيفية استيعاب الاحتياجات التعليمية للطفل، الأهم من سبب الخسارة هو مدى انتشاره، يُطلق على الاطفال الذين يعانون من فقدان السمع بشكل خفيف أو معتدل في بعض الأحيان ضعف السمع أو صعوبة في السمع، فقط أولئك الذين لديهم خسارة كاملة تقريبا يطلق عليهم اسم الصُم، كما هو الحال مع أنواع الإعاقات الأخرى، كلما كان ضعف السمع أكثر اعتدالا، كلما زاد احتمال تقبل الطفل في فصل دراسي عادي، على الأقل لجزء من اليوم.

البصر

يواجه الاطفال الذين يعانون من إعاقات بصرية صعوبة في الرؤية حتى مع العدسات التصحيحية، الأكثر شيوعًا هو الصعوبة التي تواجهها مع الانكسار (القدرة على التركيز)، ولكن بعض الاطفال قد يواجهون أيضًا مجالًا محدودًا من الرؤية (يُدعى رؤية النفق) أو يكونون أكثر حساسية للضوء بشكل عام، كما هو الحال مع فقدان السمع، تعتمد علامات ضعف البصر نوعًا ما على مدى وطبيعة المشكلة، العمى القانوني يعني أن الشخص لديه رؤية كبيرة للنفق أو حدة البصر (حدة الرؤية) من 20/200 أو أقل، مما يعني أنه يجب أن يكون على بعد 20 قدمًا من الجسم الذي يمكن أن يشاهده الشخص ذو البصر الطبيعي عند 200 أقدام، تعني الرؤية الضعيفة أن الشخص لديه رؤية يمكن استخدامها للقراءة، ولكنه يحتاج غالبًا إلى جهاز بصري خاص مثل عدسة مكبرة للقيام بذلك، كما هو الحال مع فقدان السمع، كلما كان ضعفه أقل، كلما زاد احتمال قضاء الطفل الذي لديه مشكلة في الرؤية بعض الوقت أو حتى في كل وقت في فصل عادي.

ذوي الاحتياجات الخاصة من المسنين

رعاية المسنين، هي تلبية الاحتياجات والمتطلبات الخاصة التي تنفرد بها مجموعة كبار السن. يشمل هذا المصطلح العام خدمات مثل المساعدة في المعيشة، والرعاية النهارية للكبار، والرعاية طويلة الأجل، ودور رعاية المسنين (وغالبا ما يشار إليها باسم الرعاية السكنية)، ورعاية المسنين، والرعاية المنزلية. ولأن موضوعنا مرتبط بكيفيه تعليم ذوي الاحتياجات الخاصه من الاطفال اكمل القراءة عن ذوي الاحتياجات الخاصة من المسنين من الرابط.

اقرا المزيد من خلال موقع الطبي

كيفية تطبيق التكنولوجيا في تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

تُعتبر التكنولوجيا وسيلة فعالة لدعم تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تُسهم في تكييف المناهج الدراسية وتقديم تجارب تعليمية تناسب قدراتهم واحتياجاتهم الفردية.

إليك بالتفصيل كيف يمكن توظيف التكنولوجيا لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة:

اولاً البنية التحتية التكنولوجية المطلوبة

لتحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا في تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، يجب توفير بيئة تعليمية مدعومة بالتقنيات التالية:

الأجهزة الأساسية

  • أجهزة لوحية (Tablets): مزودة بتطبيقات تعليمية مخصصة.
  • سبورات ذكية (Smart Boards): لعرض المحتوى بطريقة تفاعلية وجذابة.
  • أجهزة الواقع الافتراضي والمعزز (VR/AR): لإنشاء تجارب تعليمية حية.
  • حاسوب شخصي أو محمول: مع برامج مساعدة للتعلم.

البنية التحتية الرقمية

  • إنترنت عالي السرعة: لتسهيل الوصول إلى المحتوى السحابي.
  • أنظمة إدارة التعلم (LMS): مثل Moodle أو Google Classroom، لتتبع تقدم الطلاب.

  • منصات الدعم النفسي عبر الإنترنت: لإجراء جلسات الدعم السلوكي والنفسي عن بُعد.
  • الواقع الافتراضي  VR
  • الالعاب التعليمية الترفيهية

أدوات الدعم التقني

  • سماعات طبية ذكية مع خاصية تقليل الضوضاء.
  • أجهزة قراءة النصوص للمكفوفين.
  • لوحات مفاتيح وأجهزة إدخال خاصة (مثل عصا الرأس أو أدوات التحكم بالعين)

ثانياً التقنيات المخصصة لكل نوع

أ. الإعاقات الجسدية

المشكلة: صعوبة في الحركة أو استخدام الأدوات التقليدية.

الحل التقني:

  • الأجهزة المساعدة: كراسي متحركة ذكية مزودة بتقنيات التحكم الصوتي.
  • الأدوات الرقمية المخصصة: شاشات اللمس وأجهزة التحكم بالعين.
  • التعلم الافتراضي: استخدام الواقع الافتراضي لتعليم المهارات الحياتية دون الحاجة إلى حركة فعلية.

ب. الإعاقات الحسية

ضعف السمع
  • برامج تحويل النص إلى كلام والعكس: مثل Ava أو Otter.ai لعرض الترجمة الفورية أثناء الدروس.
  • التواصل البصري: استخدام لغة الإشارة الرقمية مع الذكاء الاصطناعي.
ضعف البصر
  • قارئات الشاشة: تطبيقات تقرأ النصوص بصوت واضح مثل JAWS.
  • الأجهزة اللوحية بنظام برايل: لتمكين الطلاب المكفوفين من القراءة.
  • المساعدات الصوتية: استخدام الذكاء الاصطناعي للرد على الأسئلة الصوتية.
ج. الإعاقات الذهنية

  • المشكلة: بطء في الاستيعاب وضعف المهارات الإدراكية.
الحل التقني:
  • الألعاب التفاعلية: تعزز التفكير المنطقي والمهارات الحياتية.
  • التطبيقات التعليمية البسيطة: مثل تطبيقات الصور والكلمات السهلة.
  • المساعدات الذكية: روبوتات تعليمية لتقديم الدعم الشخصي والمباشر والواقع الافتراضى VR.
د. اضطرابات التعلم

  • المشكلة: صعوبات في القراءة، الكتابة، أو الحساب.
الحل التقني:
  • تطبيقات القراءة الذكية: مثل NaturalReader لتحويل النص إلى صوت.
  • أدوات الحساب المدعومة بالذكاء الاصطناعي: مثل Photomath لحل المعادلات مع شرح تفصيلي.
  • برمجيات المساعدة في الكتابة: Grammarly لدعم الكتابة الإملائية والنحوية.
هـ. اضطرابات النمو العصبي

التوحد (ASD)
  • التطبيقات الحسية: ألعاب تركز على الألوان والأصوات المهدئة.
  • برامج تعزيز المهارات الاجتماعية: مثل تطبيق Social Express.
  • الروبوتات الاجتماعية: تساعد في تحسين مهارات التواصل.
فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)
  • تطبيقات إدارة الوقت: مثل Focus Keeper للمساعدة في التركيز.
  • التعليم بالألعاب: ألعاب قصيرة وسريعة تمنح مكافآت فورية.
  • أنظمة الذكاء الاصطناعي: تصمم خطط دراسية مرنة تناسب مستوى تركيز الطالب.
و. الاضطرابات العاطفية والسلوكية

  • المشكلة: قلق، اكتئاب، سلوك عدواني
الحل التقني:
  • منصات العلاج الافتراضي: جلسات دعم نفسي عبر الإنترنت مع الأخصائيين.
  • ألعاب تساعد على التعبير عن المشاعر: مثل SuperBetter التي تعزز الصحة النفسية.
  • أجهزة تتبع المزاج: تطبيقات تساعد في تتبع الحالة المزاجية اليومية

اليك صوره توضح تطبيق التكنولوجيا في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.


ثالثاً التكامل مع الذكاء الاصطناعي (AI) لتحسين جودة التعليم

تحليل البيانات الشخصية

  • الذكاء الاصطناعي يستطيع تحليل أداء الطالب وتقديم ملاحظات دقيقة للمعلمين والأهالي.

إنشاء مسارات تعليمية مخصصة

  • AI يصمم خطة تعليمية وفقًا لاحتياجات كل طالب، بناءً على نقاط القوة والضعف لديهم.

المساعدين الذكيين

  • المساعدات الصوتية (مثل ChatGPT!) يمكنها الإجابة عن أسئلة الطلاب وتقديم شرح مبسط للمفاهيم المعقدة.

تقييم ذكي للتقدم

  • أدوات تقوم بمتابعة تقدم الطالب وتقديم تقارير دورية للمعلمين.

اليك فديو يوضح فوائد الذكاء الاصطناعي لذوي الاحتياجات الاخاصة من الاطفال.



اليك صوره توضح كيفيه تعامل الذكاء الاصطناعي مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

رابعاً تجربة ناجحة من الوقع في تطبيق التكنولوجيا في تعليم الفئات الخاصة

تجربة مدرسة "ريدلاندز" مع الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد (autism spectrum disorder - ASD)

الخلفية:
مدرسة "ريدلاندز" في المملكة المتحدة واجهت تحديات كبيرة في تعليم الطلاب الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، خاصةً في مجال تحسين مهارات التواصل والتركيز.

الحل التكنولوجي:
قامت المدرسة بتطبيق برنامج يُدعى "Proloquo2Go"، وهو تطبيق مصمم خصيصًا لمساعدة الأفراد الذين يواجهون صعوبات في التواصل. يسمح التطبيق للطلاب باستخدام الصور والرموز للتعبير عن احتياجاتهم وأفكارهم.

كيف تم التنفيذ؟

  • تدريب المعلمين على كيفية استخدام التطبيق ودمجه ضمن الأنشطة الصفية.
  • تخصيص الواجهات داخل التطبيق بما يتناسب مع اهتمامات الطلاب الفردية لزيادة التفاعل.
  • دمج التطبيق في الأنشطة اليومية، مثل طلب الطعام أو المشاركة في الحصص الدراسية.

النتائج:

  • لاحظ المعلمون تحسنًا كبيرًا في تفاعل الطلاب مع زملائهم.
  • ارتفعت معدلات المشاركة في الصف بنسبة 40%.
  • ساعد التطبيق في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم، حيث تمكنوا من التعبير عن احتياجاتهم بسهولة.

الدروس المستفادة:

  • التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة فعالة عندما تُدمج بطريقة تراعي احتياجات الطلاب الفردية.
  • تدريب المعلمين على استخدام هذه الأدوات ضروري لضمان نجاح التجربة.
  • التفاعل الشخصي مع الطلاب يجب أن يبقى جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية بجانب التكنولوجيا.



وفي نهاية هذا المقال كان يجب ان ننوه ان التكنولجيا في التعليم عامة تسهل حياة المتعلمين جميعا سواء كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة او المتعلمين الطبيعيين ونختم بهذا الفديو الذي يتحدث عن اهمية التكنولوجيا في حياتنا عموما.




تعليقات